موت صامت يلاحق المدنيين.. الألغام تواصل حصد الأرواح في سوريا
موت صامت يلاحق المدنيين.. الألغام تواصل حصد الأرواح في سوريا
تواصل مخلفات الحرب في سوريا حصد أرواح المدنيين يومياً، لتشكل تهديداً صامتاً يطارد السكان حتى بعد توقف العمليات العسكرية، وتبرز الخطورة بشكل خاص في شمال غربي البلاد، حيث تتكرر حوادث سقوط الضحايا من الأطفال والنساء والرجال نتيجة الألغام والذخائر غير المنفجرة.
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أمس الاثنين، أن النصف الأول من شهر سبتمبر الجاري شهد مقتل 13 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة 15 آخرين بجروح متفاوتة بينهم عشرة أطفال، معظمهم في شمال غربي البلاد.
كما وثّق المرصد مقتل شخصين وإصابة آخر في شمال وشرق البلاد بسبب انفجار مخلفات الحرب.
حصيلة كارثية منذ 2024
أظهرت إحصائيات المرصد أن الفترة الممتدة منذ الثامن من ديسمبر 2024 وحتى اليوم خلفت حصيلة ثقيلة بلغت 615 قتيلاً مدنياً بينهم 168 طفلاً و42 امرأة.
وأُصيب 668 مدنياً آخرين بجروح متفاوتة، من بينهم 293 طفلاً و21 امرأة، وتعكس هذه الأرقام حجم التهديد المستمر الذي تمثله مخلفات الحرب في مختلف أنحاء سوريا، حتى بعد انقضاء أكثر من 13 عاماً على اندلاع النزاع.
وأدى النزاع السوري الذي اندلع في مارس 2011، إلى تدمير واسع للبنية التحتية وتفخيخ مساحات شاسعة بالألغام والعبوات الناسفة.
وزرعت هذه المتفجرات على أيدي أطراف مختلفة في النزاع، من النظام السوري وحلفائه، إلى الجماعات المتطرفة والفصائل المعارضة المسلحة.
ورغم انتهاء المعارك وسقوط النظام ووصول المعارضة إلى الحكم في ديسمبر الماضي، فلا تزال الأرض تحمل آثارها القاتلة التي تواصل حصد الأرواح.
معاناة إنسانية متجددة
تفرض هذه المخلفات كابوساً يومياً على المدنيين، حيث يخشى المزارعون الاقتراب من أراضيهم الزراعية، ويضطر الأطفال إلى اللعب في بيئات غير آمنة، كما تعوق هذه الألغام عودة النازحين إلى قراهم، وتعرقل جهود إعادة الإعمار والتنمية المحلية.
وتبقى الفئات الأكثر تضرراً الأطفال الذين يشكلون نسبة مرتفعة من الضحايا، ما يفاقم الأثر النفسي والاجتماعي في الأسر والمجتمعات المحلية.
وتواجه جهود إزالة الألغام في سوريا عقبات كبرى، أبرزها استمرار الصراع في بعض المناطق، وضعف الإمكانات التقنية والمالية، إضافة إلى غياب تعاون دولي واسع النطاق.
وتقتصر بعض الجهود الحالية على مبادرات محدودة تنفذها منظمات محلية بدعم من مؤسسات أممية، لكنها تبقى غير كافية أمام حجم الكارثة الممتدة على مساحة البلاد.